الأربعاء، 20 مايو 2009

لحظة صمت




تدحرجت دمعه حزينة , تبعثرت الأسئلة الحبلى, من لها الآن ؟ , أين دفء الكف التي كانت تحتضن دمعاتي؟، وأين العينين التي كنت أسكنها, حين تغتالني أحزاني؟ , أين وألف مثلها فردت أشرعتها بوجهي وزمجرت في غضب ؟, عشش الحزن بوجهي , وسكنت فؤادي وحشة الألم, غادر تني بسمتي إلي غير رجعه ,لمحت في زاوية حبات العقد متناثرة قمت إليها حاولت التقاطها أبت أن تجتمع في كفي , تبعثرت,, أطلت ابتسامه باهته من شفتاي همست حتى أنت تأبين ألا الابتعاد , سمعت خشخشة عبر النافذة ,, ألتفت ,, قطرات المطر الخريفي تعانق الزجاج والغيم يطل علي البعد , تسمرت عيناي فوق شجرة تترنح تحت زخات المطر وقسوة الرياح , انفجرت بداخلي رغبه محمومة للخروج , حين فتحت الباب صدمتني برودة الهواء ارتجفت أطرافي , بللت الأمطار وجهي راودني أحساس طفولي بالعدو , تلفت يمينا ويسارا يكاد الطريق أن يكون خاليا , أطلقت لقدماي العنان , شعرت للحظات وكأن همومي تتناثر مع عدوي , تثاقلت خطواتي مع اقترابي , لمحت أمواجه ثائرة يزبد ويرغي في غير هوادة , واجهته متحديه , صمدت للحظات قبل أن يلقي بموجه في وجهي , تبللت من أخمص قدماي حتى مفرق رأسي , انتفضت وقد اقشعر بدني , حاولت التراجع تسمرت قدماي في عناد , كرر هديره وهو يلقي بموجه ثانية , أطاحت بما تبقي من صمودي , قفلت عائده وجسدي كله يرتعد.
بت ليلتي محمومة , اختلطت الرؤى بالأطياف بذاكرتي وذكرياتي ,, بحثت بين الصور المتلاحقة عنه ,, لكنه كطيف غارق في ثنايا الظلمة كان يتفلت فلا أبصره ,, جف دمعي بعدما روي حزني حتى أورق,, فراقه لي لما كان بتلك القسوة ؟ هل شعر بما شعرت أنا به ,, يكاد رأسي ينفجر لو اعرف السبب !! ربما حينها تهدأ نفسي ,, لا يستطيع قلبي أن يكرهه .... ليتني استطيع !! لما كنت شعرت بهذا الحزن ولما أطبق علي صدري الضيق , لم ادخر وسعا لإسعاده , ولم أوفر صبرا علي قسوته معي وتجاهله لمشاعري حين قرر هجري ,, لقد أحببته بكل كياني كان حلمي الذي انتظرته سنينا ولم أشأ أن افقد حلمي ,, كنت علي يقين من حبه لي ,, كلماته ,, أشعاره التي ملأ الدنيا بها شدو ,, نظراته حين التقينا للمرة الأولي ,, دفء الصدق المعانق لصوته,, وثوق نبرته التي تقطر رجولة وتشع مهابة ,, الحنان الذي يطل من عينيه,, اللهفة الصادقة حين يلمح بعيناى حزن,, رقته وهو يمسح علي رأس طفلة تسأله أن يعبر بها الطريق فيشتري لها الحلوى ،، قبل أن يودعها ببسمة ,, أشياء ثبتت حبه بقلبي ,, رمت بى في متاهة ,, علقت فما عدت بقادرة علي تحديد بوصلة مشاعري ما كرهت يوما احد فكيف بمن منحني السعادة ولو لفترة قصيرة لكني اشعر بغصة في قلبي مما فعله بي حتى دموعي نضب معينها , بقيت أحاور ذاتي ,, شملني حزن قبل أن تغفو عيوني , 0000000000000000000
حين أفقت كان النهار قد أنتصف , قمت إلي النافذة لمحت أشعة الشمس مخترقة الغيم في تناغم رائع, هبت نسمة خريفيه منعشه , تطايرت خصلات شعري , ألتفت إلي المرآة , لمحت بقايا الحزن علي وجهي , خلعت ملابسي في طريقي للاغتسال , حين لامسني الماء تذكرت ليلة البارحة , اقشعر بدني , مكثت دقائق , هدأت نفسي , شعرت براحة , قررت الخروج لأول مرة منذ فراقه لي,
دفء العيون المصافحة لوجهي في ود, والابتسامات الرقيقة المصاحبة لعبارات الاطمئنان عن أحوالي , زادت من ثقة خطواتي , لم تكن وجهتي واضحة , حملتني قدماي إلي الشاطئ , لمحت علي البعد صبي يلقي بصنارته , أسندت يدي إلي السور ورحت أراقبه خلسة, يسحب صنارته خالية , ثم يعيد الكرة بلا ملل ,, سادت لحظة صمت , أخيرا تهلل وجهه وسمكه كبيرة علقت بالصنارة , رفعها في فخر , تلوت يمينا ويسارا وهو يحاول ألا يفلتها , وقع في نفسي خاطر , أتراها تتألم ؟ , وألا لما كل هذه الحركة والتلوي , لكن مما ؟ من الصنارة التي علقت بها !!! أم أن انتزاعها من عالمها المائي أشد إيلاما ؟ شردت متسائلة , لكني لم افلح في الإجابة ,,,0000000
0 0 0
تركت الصبي وسرت بمحاذاة الشاطئ , تداعت الأفكار علي رأسي , وشريط حياتي يمر أمام عيناي , حاولت أن امسك بتلابيب أي انجاز حققته , لم أفلح , حياتي كانت عاديه أكثر مما قد يخطر علي بال أحد , بل والأكثر أن إخفاقاتي كنت عاجزة عن حصرها !!!, أطرقت للأرض ودمعة تراوح بين النزول ومحاولة التماسك ,, حرارة الشمس كانت قد بدأت تشتد ,, تسارعت وتيرة خطواتي ,, وكأني اعرف وجهتي , فجأة دوى صوت ارتطام,, التفتت فإذا بشخص ممدد علي الأرض في وسط الطريق , اقتربت من الجمع الذي كان قد بدأ مع نزول السائقين ,, لمحت شابه في العشرينات ممدة بلا حراك ,, مرت لحظة صمت ثقيلة ,, عبارات التأسف والحوقلة لم تجدي نفعا , فقد أسلمت الروح ,, وجدتني أجهش بالبكاء وأنا ابتعد مغادرة , لم أستطع التوقف , لكنني كنت عاجزة عن تحديد سبب بكائي ,, أكنت انعي نفسي و شقائي في هذه الحياة , أم انعي تلك المسكينة .

هدأت نفسي قليلا جففت دمعي , اعترض طريقي بائع الورد ,, ألح في عرضه تناولت واحده بعدما دفعت إليه بالنقود , قلبت الوردة بين يداي ,, كانت نديه تفوح منها رائحة زكية ,, ضممتها إلي صدري ,, شعرت بالتعب ,, جلست فوق حافة السور الفاصل بيني وبين البحر ,, عشت لحظة صمت طويلة ,, بقيت علي حالي محملقة في الموج ,, لم أدر كم مر من الوقت ,, لكنني شعرت بسكينه لم استشعرها من زمن ,, وكأني بأمواج البحر قد طهرتني من أحزاني ولحظات الصمت أعطتني فسحه كي أكف ولو للحظات عن لوم نفسي ومحاورة ذاتي ,, حين عانقت الشمس البحر ,, أحمر موجه خجلا ,, ضمها برفق ,, ذابت بين أمواجه ,, تحسست الوردة بين يداي ,, تنهدت في راحة ,, هبت نسمة باردة ,, قفلت عائدة وأنا استشعر راحة ,, حين وطئت قدماي البيت ,, كان الحزن قد غادره ,, وعشش دفئا في جنباتة ,, قبلت الوردة قبل أن أضعها في أناء الماء ,, بدلت ملابسي ,, شعرت بالنعاس ,, حين وضعت رأسي علي الفراش رحت في نوم عميق ,, وإبتسامة واثقة
تعانق شقتاي
تمت 000000000 000 0

هناك تعليقان (2):

  1. اااااااااااا

    ردحذف
  2. اهلا بك سيدى نبوى

    صراع هو فى الشخصية بين الماضى والحاضر

    ربما موت الفتاه كان هو محور الحدث ليغير القصه على عقب

    تبدلت الاحزان اطمئنان


    كان الجزء الاول سردا دقيقا لوصف مشاعر الحزن كان جميلا

    ثم الانتقاله بالحدث خارج المنزل والاوصاف المتعددة ومنها غروب الشمس


    حتى اللحظة الاخيرة النوم العميق

    كا لها دلاله الشفاء من الماضى اشكرك


    تمتعت جدا بقلمك الراقى الموظف للحرف الخالى من الخطأ

    مجرد حلم

    ردحذف