هاتفتني بصوت قلق ، أريد أن أراك اليوم ، توقفت أحرفي تعجبا وحيره ، لم تمهلني حددت الموعد والمكان وهي تلقي بالسلام مع إغلاق الخط ، أصابني بعض القلق ، فلم أعهدها هكذا وهي المبتسمة دوما ، هادئة الطباع ، حين وصلت لمحتها جالسة في ركن وقد إتشحت بغطاء لشعرها ونظارة شمسيه كبيره تغطي معظم وجهها ، تبسمت وأنا أقترب منها ، رمقتني بنظرة غاضبة ، زمت شفتيها قبل أن تبدأ في حديثها الذي شعرت بأن أحرفه تكاد تتقافز من بين شفتيها الغاضبتين ، كنت أستمع إلي كلماتها وقد أصابتني الدهشه والذهول ، حين أتمت حكايتها ، نظرت إلي في بلاهة وهي تسألني عن رأيى ، أعتلت وجهي حيرة وأنا أشعر بعجزي عن الرد . حين غادرتني كانت أفكاري مشوشة ، ودهشتي المختلطة بحيرة تلفني ، جلست أسترجع الحكايه وأنا أحاول أن أن أربط بين ما أعرفه عن زوجها صديق طفولتي ، وما حكته هي عنه الآن ،
هو شخصية هادئه عقلانية ، يتسم بصراحته المفرطة والتي توقعة أحيانا في الحرج ، لا يجامل لكنه ودود يبذل قصارى جهدة ليساعد صديق أو يعين محتاج ، برغم أنه نشأ في أسرة فقيرة إلا أنه أستطاع أن يبني ذاته ، أكمل تعليمة الجامعي ، وبمساعدة بسيطه من أخيه وخطيبته التي أصبحت فيما بعد زوجته ، أستطاع أن يبني صرحا ، أصبح مصنعه للملابس أحد أكبر المصانع في الوطن ، كان من القلائل الذين لم يفكروا في مغادرة الوطن لبناء مستقبلهم ، كان يردد من أراد أن يبني نفسه ويحقق النجاح فعزيمته هي الأهم وليس المكان ، كان في نظري مثالا يحتذى ، وكنت أحسده علي قوة عزيمته ، وعلي قدره الذي وضع في طريقة تلك المرأة ، كانت تعشقة ، وتؤمن به أيما أيمان ،
حين إنتهت دراستها للطب تزوجا ، كان قد بدأ في تنفيذ مشروعه منذ أشهر قليلة ، تركت حلمها الذي عاشته بأن تصبح طبيبه ، ووقفت بجوارة ، كانا يعملان سويا أكثر من خمسة عشر ساعة ، وكانت سعيدة بنجاحة ، تهاتفني كل فترة وصوتها يرقص فرحا لتبشرني بقفزة جديدة علي طريق نجاح زوجها وتعتذر عنة لأنه يشعر بتقصيرة في التواصل معي ، لم تفكر يوما في تضحيتها بعملها ومستقبلها كطبيبه من أجله ، كانت تعتبر أن هذا واجبها ، وإنه اقل ما تقدمه لحبيبها وشريك عمرها الذي أرتضته من بين كثيرين ، وخفق له قلبها وحدة ، كنت أستشعرها راهبه في محراب حبة ، حين كنت أحادثة كنت أستشعر حبة لها مع قدرمن الألتزام الذي عرف عنه وتميز به ، وكان هذا يسعدني ويطمئنني علي مستقبل علاقة أثنين من أقرب أصدقائي ،
لكل ماسبق كان حديثها معي بما حملة من مفاجأة ليس مما فعلة هو فقط وإنما من ردة فعلها هي أيضا والتي لم أكن أتوقعها علي الأطلاق ، حتي تأكيدها لي بألا أتحدث مع زوجتي أو زوجها بشأن ما روته لي كان محل دهشتي ، وكنت في حيرة من أمري وأنا أتساءل إذا كانت لاترغب في تدخلي فلما قصدتني لتحكي لي ولما أصرت علي إخباري بكل تلك التفاصيل ، قد أفهم تخوفها من أخباري لزوجتي وهي تعرف مدي غيرتها وإندفاعها ، أما زوجها فلما ؟، بقيت يومي أتساءل وأحلل الموقف برمته ، لكني لم أصل لشيء ، فكرت أن أتصل بصديقي وأستفسر منه ، لكني خشيت أن أتسبب في مشكلة بينهما ، وأخيرا أهتديت إلي فكرة لما لا أتصل بها ، ومن خلال حديثي معها ، يمكنني فهم الأمور بشكل أوضح
تنهدت حين سمعت صوتي ثم همست ما رأيك ؟ رددت بثقة أعتقد أنه مخطئ ولولا أنك طلبت مني عدم التحدث معه لكان لي موقف أخر ، ثم أردفت لكن أنت أخبريني ماذا ستفعلين؟ ، ذفرت في أسي وهي ترد لا شيء ، ثم صمتت قليلا وقد تملكني العجب وألجمتني المفاجأه ، ثم أردفت أنني أحبه وأعلم حق العلم أنه يعشقني ، وما فعله ليس إلا مجرد نزوه ، وأصدقك القول أنها ليست المرة الأولي ، فقد فعلها مرات ، ما ألمني هذه المره أنه فعلها مع أحدي صديقاتي ، وفي بيتي حين دعاها للغداء بعدما سافرت أنا لإنهاء أحدي الصفقات ، وجدتهما يضحكان وفي غاية السعادة ، المصيبة أنه لم يرتبك أو يخجل ، قام إلي وقبلني وهو يكمل حديثه مع صديقتي التي أرتبكت قليلا ، ثم غادرتنا ، أما هو فلم يتحدث في الموضوع ، بل بدا بسؤالي عن العمل ثم دعاني للخروج وتناول العشاء ،
قاطعتها قائلا ربما سلبيتك وعدم شعوره بغيرتك هي ما تدفعه لتكرار هذا ، صمتت برهه وقد لاقى كلامي صدى لديها ،لكنها ضحكت وهي تذكرني بغيرة زوجتي الجنونيه وما تسببه تلك الغيره من مشاكل جمه بيننا ، ثم أردفت أتظن ذلك ؟ قلت من خلال معرفتي به و بك أنا علي يقين من أن هذا هو السبب الوحيد ، ربما يريد أن يري غيرتك عليه ، تراقص صوتها فرحا وهي تشكرني وتودعني ،
مر شهر لم أسمع عنهما أي شيء ، وفجاءة وجدته يتصل بي ليدعوني وزوجتي إلي العشاء ، قبلت الدعوه شاكرا ، في المساء كنت على موعدي معهما ، لمحت السعادة تتقافز من أعينهما ،أما زوجتي فلم تكن تشعر براحه خاصة وهي تري أهتمام زوجة صديقي بنا ،حين قامت لإحضار الطعام ، مالت على أذني وهو تهمس ماذا بها اليوم ؟، لم أرد وأنا أدرى بزوجتي وغيرتها ، أومئت إليها أن تقوم لتساعدها وتسألها ، تبسمت وهي تغادرنا أنا وصديقي الذي فتر ثغره عن إبتسامه وهو يقول لقد تغيرت كثيرا زاد إهتمامها بي ، وأصبحت تغار علي حتي من زملائي أومئت برأسي مبتسما ، ولسان حالي ينعي حظه العاثر وما ينتظره ،
بعد أن أنتهينا من طعامنا ، قام لغسل يديه ، نظرت إلي نظرة ود وعرفان ، جعلت زوجتي تسأل بعصبيه ، ما بها اليوم ، نظراتها إليك مختلفة ، تصنعت الهدوء وأنا أعرف غيرة زوجتي ، ورسمت علي وجهي نظرة تعجب ولا مبالاة ، حين أجتمع شملنا من جديد أعتدلت زوجتي في جلستها وبدأت تتحدث ، لم تكن كعادتها ، فقد بدأت توجه حديثها إلي صديقي وتناقشه وتتصنع الضحك بين جمله وأخري ، داريت إبتسامتي وأنا الذي يحفظها عن ظهر قلب ، فقد أرادت أن ترد الصاع صاعين لزوجة صديقي وتشعل فيها نار الغيرة التي أحستها حين شعرت بنظراتها لي ، وهي لا تعلم سبب تلك النظرات ، لم تغضب زوجة صديقي ، أنتهت السهرة ،
في طريق عودتنا كانت هناك الكثير من الأسئله تنتظرني ، كنت أرد بإقتضاب جعلها تنفجر غاضبه ، لكني كنت أحاول أن أحفظ السر الذي أئتمنتني عليه زوجة صديقي ، تحملت غضبها وتلميحاتها ، وقد زاد هدوئي وردودي عليها من ثورتها ، ظلت عدة أيام وهي لاتحدثني ، لكني وجدتها وبدون مقدمات تطلب مني أن أقوم بدعوة صديقي وزوجته علي العشاء ، نظرت إليها في عجب لكني لم استطع أن أثنيها عن رأيها ، كنت أعرف إن وراء تلك الدعوه الكثير ، فكرت أن أتحدث مع زوجة صديقي من العمل لأطلب منها الحرص ، لكني تراجعت ، ربما راقني ما يمكن أن يحدث بينهما ، لكن وعلي عكس ما توقعت مرت الأمسيه علي أحسن ما يكون ، وقد راقني ذاك التقارب بين المرأتين ، فرغم طول مدة صداقتنا ، لم يحدث أن رأيتهم هكذا ، صديقي لم يعر الأمر إهتماما كبيرا ،
اما أنا فقد فضلت المراقبه عن بعد لأعرف السبب الحقيقي وراء هذا التقارب المفاجئ ، خاصة وأنا أرى عرى الموده قد توطدت بينهما علي مر الأيام ، وأصبحن يكثرن من الزيارات بينهن ، والتسوق سويا ، وقد بدأت أشعر بتغير زوجتي للأفضل ، فقد بدت أكثر هدوءا وأقل غيرة ، واختفت عصبيتها الزائدة ، وعلي الجانب الأخر بدا زوج صديقتي يحدثني عن زيادة إهتمام زوجته به ، وغيرتها عليه ، ورغم تحفظه وهدوءه الدائمين إلا إن السعاده بدت عليه ، وهو يحدثني عن التغيرات التي طرأت علي حياته مع زوجته ، وحرصها علي إسعاده ، وزيادة تعلقه بها وحبه لها ، بعدما تكاملت كل صفاتها التي كان يحلم بها، أما أنا فقد أنشغلت بعد فتره عن التفكير في أسباب التغيير ، وتفاصيل تلك النقله في العلاقه بينهما ، وبدأت أستمتع بما وصلت إليه العلاقه بيني وبين زوجتي ، وأعايش حالة العشق التي أعادتني إلي فترة الخطوبه ، أما ما حدث في تلك الليله وما دار بينهما من حديث فقد بقي لهذه اللحظه سرا ، يتهربن من البوح به كلما حاول أحدنا السؤال ، و يستبدلن الإجابه بضحكة أنثويه ماكره .
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق